يوميات رمضان

يوميات رمضان 16
ـ للتمليلك مجانًا..قصر الخير لا تعجب من العنوان ، فباستطاعتك امتلاك الخير ومجانًا ، بل وتأخذ أجرًا من الصاحب الحقيقى للفيلا !! ، إنه ليس خيالاً ، بل هو واقع بالصائمين ، وفى مقدور كل صائم أن يمتلك ذلك إن أراد !! روى الترمـذى وابن ماجه عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله : [ ويناد مناد : يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر ] فكأن الخير قصرٌعظيم ، وعليه وقف المنادى ، يعلن فى قوة ، أقبل يا باغى الخير ، يا باغى القصر تعال وامتلكه مجانًا. * يا مالك الخير... يا باغى الخير... الفرصة أمامك ففى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه قول النبى صلى اله عليه وسلم : [ إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ] ولمسلم : [ وفتحت أبواب الرحمة ]. فالجو صحو, والمناخ مريح, فأقبل ، والأبواب قد فتحت فأسرع ، فإنها تسأل أين الداخلون ؟ أين المشترون ؟ أين الذين يبحثون عن فيلا للتمليك تسمى فيلا الخير ؟. يقول تعالى : { تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا } مريم : 63، ومن وجوه اقتناص الخير فى هذا الشهر الذى تستوفى فيه دفع الأقساط لامتلاك قصور الخيرات ، ما جاء فى حكمة داود : ( حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات, ساعة يناجى فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه ، وساعة يخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويحرم ، فإن فى هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجماماًً للقلوب ) ، وهذه هى ساعة رمضان الغالية. * تذكر : 1ـ بإرادتك وإقبالك ومبادرتك وهمتك وعزيمتك تمتلك قصور الخيرات. 2ـ الفرصة أمامك وبين يديك والمنادى يناديك فلم الإعراض ؟ 3ـ احذر فوات هذه الفرصة منك ، فإن النبى صلى الله عليه وسلم نبهنا إلى استثمار كل وقت فى هذا الشهر لامتلاك هذه الخيرات. * همسة :
@@@@@@@@@
يوميات رمضان 17
ـ * أبشروا يا صائمون.. وكونوا على أمل بالله وذلك فى كل ليلة ، وليست ليالى بعينها ، عساكم أن تكونوا من الأحرار ومن العتقاء من النار ، وذلك فى قوله صلى الله عليه وسلم : [ ولله عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة ]. رواه الترمذى. * يا معشر الصائمين... هذا هو الشهر قد انتصف ، فمن منكم حاسب نفسه لله وانتصف ؟ من منكم أدى حقوق هذا الشهر ؟ ومن منكم عزم فى أن يكون من عتقاء الشهر ؟ هذه ليالى العتق والحرية فمن منكم يريد أن ينجو من النار, والليالى آخذة فى النقص ، مزيدًا من العمل عساكم أن تكونوا من عتقاء ليالى الشهر. * وأسباب العتق كثيرة وهى متيسرة فى هذا الشهر ، أقلها : [ من فطر صائمًا كان عتقًا له من النار ] وأعلاها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ) البخارى ، فى ليالى العتق من النار. هذا شهر رمضان قد جاءنا ، وهو شهر العتق من النار وتأملوا ما عاش عليه الصحابة مع هذا المعنى, من فم النبى صلى الله عليه وسلم : 1ـ عن أبى أمامة قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء ] رواه أحمد. 2ـ عن جابر قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك فى كل ليلة ] رواه ابن ماجه. 3ـ عن ابن مسعود قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ لله تعالى عند كل فطر من شهر رمضان كل ليلة عتقاء من النار ، ستون ألفًا ، فإذا كان يوم الفطر أعتق مثل ما أعتق فى جميع الشهر : ثلاثين مرة ستين ألفًا ] رواه البيهقى وقال المنذرى : حديث حسن. * تذكر : 1ـ حاسب نفسك كل ليلة حتى تطمئن أنك قد تكون من العتقاء. 2ـ راجع ما سبق من يوميات رمضان وابدأ من جديد فالأمل كبير. 3ـ استعد من الآن للاعتكاف بتفريغ القلب والوقت لله
@@@@@@@@@
يوميات رمضان 18
فسّر السلف والأئمة بأن النبى صلى الله عليه وسلم بعد العشرين من رمضان كان يعتزل النساء ويطوى فراشه ، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتكف العـشر الأواخـر, والمعتكف ممنوع من النساء بالنص والإجماع ، فأمام الصائمين عشرون يومًا من رمضان ، كلها لذة ومتعة بزوجاتهم ، فى قوله تعالى : { فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم } البقرة : 187. ذكر الطبرى : أن عمر رضى الله عنه رجع من عند رسول الله وقد سمر عنده ليلة رمضانية فـوقع بإمراته ، ، ثم جاء يقول للنبى صلى الله عليه وسلم : هل تجد لى من رخصة ، فأنزل الله قوله : { علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم ، فالآن باشروهن } البقرة : 187. ليالى رمضان أباح الله فيها مباشرة الزوجات والتمتع بهن ، والتلذذ معهن ، بعد صيام النهار ، أما بعد العشرين فنظرًا لابتغاء ليلة القدر كان النبى صلى الله عليه وسلم يعتزل نساءه ، ويتفرغ لطلب هذه الليلة فلماذا يضيع بعض الناس ليالى جعل الله فيها اللذة ميسرة وذلك بالسهر بعيدًا عن زوجاتهم ؟ ولماذا يفرطون فى المتعة الحلال بالبحث عن متع زائفة ؟ فأنت أيها الزوج على موعد كل ليلة مع المتعة واللذة فكن كذلك !! ومن أجل إكمال لذة كل زوجين عليهما بالحياة مع هذه المشاهد النبوية الرمضانية داخل بيته صلى الله عليه وسلم : 1ـ كان النبى صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر فى رمضان وهو جنب من غير حلم ، فيغتسل ويصوم. 2ـ سـئل النبى صلى الله عليه وسلم : أيقبل الصائم ؟ فقال للسائل : سل هذه ( لأم سلمة ) فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك ، فقال : يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنب وما تأخر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أما والله إنى لأتقاكم لله وأخشاكم له ]. 3ـ عن عائشة قالت : كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم وكان أملككم لأربه ( لحاجته ) متفق عليه. * تذكر : 1ـ للأزواج التمتع بزوجاتهم عشرين ليلة من ليالى رمضان. 2ـ على الأزواج ألا يضيعوا اللذة بالسهر بعيدًا عن زوجاتهم. * همسة : لقاء الحب فى كل ليلة فى جو الطاعة والصفاء, يفتح حياة جديدة لكل زوجين كلها عبادة لله تعالى.
@@@@@@@@@
يوميات رمضان 19
ليالى الانشراح يا نــائمًــا باللــــيل كم ترقــد قم يا حبيبى قد دنا الموعد وخذ مــن اللـــيل أوقـــاتــــه وردًا إذا ما هــــاج الرقــد من نام حتى ينقضى ليلــــــه لـــم يبلغ المنزل أو يجهــد قـل لذوى الألباب أهل التقى قنطرة العرض لكم موعـد * كان النبى صلى الله عليه وسلم يوقظ عائشة إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر ، وكان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهلـه للصلاة ، ويقول لهم : الصلاة ، الصلاة, ويتلو هذه الآية : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } طه : 132 ، وكانت امرأة حبيب بن أبى محمد تقول له بالليل : قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل, وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ، ونحن قد بقينا. * هكذا كانت البيوت فى ليالى الإنشراح ، حيث تنشرح الصدور ، وتنفسح القلوب ، وأقل ذلك أن تلتزم البيوت بصلاة القيام فى المساجد ، وأعلاه فى الإجماع على ركعتين كما كان يفعل عمر ، فما أسعد البيوت بليالى الانشراح ، وهى مع الله شارح الصدور, فلا يبعدنك عنها باعد. كن كالصحابة فى زهد وفى ورع القوم هم ما لهم فى الناس أشباه عبـــاد ليلٍ إذا جن الظلام بهـــــم كم عابد دمعه فى الخد أجـــراه ولذلك كان عمر يقول إذا جاءت ليالى رمضان : ( مرحبًا بمطهرنا من الذنوب ). يحكى عبد الله بى أبى بكر ، يقول سمعت أبى يقول : ( كنا ننصرف فى رمضان من القيام ، فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر ). يقول نافع : كان ابن عمر يقوم فى بيته فى شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء, ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم لا يخرج منه حتى يصلى فيه الصبح. * تذكر : 1ـ اصطحب أسرتك فى كل ليلة لصلاة القيام بالمسجد تعودوا بالانشراح. 2ـ لا تحرم نفـسك وأسـرتك من القـيام بالليل بمنزلك فى ليالى الانشراح. * همسة : للباحثين عن الإنشراح هذه ليالى مع الله لك ولبيتك.
@@@@@@@@@
عشرة أيام في ضيافة الرحمن
* عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم : [ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ] رواه البخارى ، والاعتكاف فيه تلمس ليلة القدر ، وتفريغ القلب لله ، وتحقيق الذكر والدعاء والمناجاة ، وشرطه المساجد لئلا يترك الجمع والجماعات ، فهو فى ضيافة الرحمن ، فى أحلى رحلات شهر رمضان ، والمساجد هى بيوت الله فى الأرض ، وعمارها ضيوفه ، وقد عكف الصائم على ربه بقلبه وقالبه ، وما يقربه منه : مالى شغل سواه شغل ما يصرف عن قلبى هواه عذل وكلما قويت المحبة لله والمعرفة بالله والأنس به ، كان صاحبها منقطعًا بالكلية إلى ربه تعالى : يا رجال الليل جدوا رب داع لا يرد ما يقـوم اللــــيل إلا من له عزم وجد ومِن ألطـف ما قيل عن الاعتكاف : ( الاعتكاف تفريغ القلب عن شغل الدنيا ، وتسلم النفس إلى المولى ), وقيل : ( الاعتكاف والعكوف : الإقامة ومعنى ذلك : لا أبرح عن بابك حتى تغفر لى ). يقول ابن القيم : ( شرع الله الاعتكاف الذى مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى ، فيصير الأنس بالله بدلاً من الأنس بالخلق ، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم ). يقول نافع : كان ابن عمر رضى الله يتحرى المكان الذى اعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رواه مسلم ), وهكذا كان الصحابة يتأسون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فماذا نحن فاعلون ؟ * تذكر : 1ـ احرص على الإعتكاف فهو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2ـ لن تحقق الانقطاع إلى الله إلا بالاعتكاف والتفرغ لله أيام وليالي العشر. * همسة : اعتبر أيام الإعتكاف رحلة أنت فيها باستضافة الله الرحمن, الذى يفتح عليك بمعرفته ومحبته والأنس به.
@@@@@@@@@

» ~يوميات رمضان~
» يوميات كمساري
» ثم ماذا بعد رمضان ...؟؟؟
» اخر جمعة قبل رمضان
» الحكمه من صوم رمضان