عرض جوبا للخرطوم صفقة سياسية .. أم شراء للسلام..؟

عرض جوبا للخرطوم صفقة سياسية .. أم شراء للسلام..؟!

الكاتب admin on الأربعاء, يوليو 25, 2012 · شاركنا الرأي

تقرير: كندي نيمايا

يعتبر العرض الذي قدمه جنوب
السودان يوم الاحد الماضي للحكومة السودانية من (4.9 ) مليار دولار
بالإضافة لقيمة ( 3.2 ) مليار دولار من اجل شطب الديون، وتحديد موعد
لاستفتاء ابيي، وزيادة رسوم عبور النفط عبر الاراضي السودانية ، في ظاهرها
يقرأ ان جنوب السودان يعمل من خلال ذلك لشراء أمنه واستقراره وليتجاوز
القضايا الخلافية مع الخرطوم كأكبر عرض يقدمه جنوب السودان للدولة
السودانية حتى الآن وعلى الإطلاق. فنظراً للواقع المرير الذي يمر به جنوب
السودان، بالاضافة لاقتراب التوقيت الذي فرضته الأمم المتحدة عبر قرارها
رقم 2046 والذي ستكون نهايته في الثاني من شهر أغسطس المقبل، سيما عدم حدوث
اي اختراق في الملفات الكبيرة “البترول، المناطق الحدودية المتنازع عليها
بين البلدين) وفي مجال المنظومة الأممية، وليلقي بظلاله على عمليات الفصل
النهائية التي تعيق سير السلام بين البلدين ، ويبدو ان مفاوضي جنوب السودان
قد درسوا الأجواء المحيطة بالواقع الداخلي للبلاد والخارطة الدولية، فكان
دفع الكرة في اتجاه السودان الشمالي ليمتثل للظروف الاقتصادية التي تعاني
منها الخرطوم هذه الايام.

ويرى المراقبون ان جنوب
السودان قد استعجل في اظهار الصفقة على السودان، بهذه المبالغ التي وصفوها
بـ(الكبيرة) في شراء موافقة حكومة السودان وانها مواقف سياسية متحولة، كما
اشار أحدهم للإعتداءات التي يمارسونها لعرقلة المفاوضات، وتابع أن القصف
الجوي الأخير على ولاية شمال بحر الغزال خير دليل على سلوك نظام الحكومة
السودانية بقوله : ” في تلكم الفترة التي يتفاوضون فيها مع جمهورية جنوب
السودان يأمرون سلاح الجوي السوداني بضرب أراضي تتبع لها”

وفي المؤتمر الصحفي الذي
عقده كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا،
قال ان بلاده جنوب السودان عرضت شطباً كاملاً للديون وحزمة تعويضات تبلغ
قيمتها ( 3.2 ) مليار دولار لسد عجز ميزانيته، مضيفاً عرضنا على السودان
يوم الأحد قبل الموعد النهائي المحدد لدى الأمم المتحدة بيوم الثاني من
اغسطس، سيما وأن العرض يشمل شطب ديون تزيد عن( 4.9 ) مليار دولار، وزاد
بقوله : “هذه تحويلات ماليه سخية لمصلحة السلام نقدمها للسودان” .

وحول ذات موضوع العرض الذي
قدمه مفاوضو جنوب السودان للسودان من اجل تجاوز المواضع الخلافية مع اقتراب
موعد انتهاء القرار الأممي، وفي تصرح صحفي للسكرتير الاعلامي لحزب المؤتمر
الوطني الافريقي البينو أكول اتاك (للمصير) أمس قال: “من المؤسف ان نشتري
أرضنا وعلاقتنا مع السودان، واصفاً الحكومة السودانية بانها تمارس الابتزاز
لفقدها للبترول وضعف اقتصادها، موضحاً موقفهم كحزب وكاشفاً انهم مع تنفيذ
كل ما تبقى من اتفاقية السلام فيما يتعلق بالقضايا العالقة، وقال ان
العلاقات تبنى بالمصالح المشتركة وان جنوب السودان له مصالح في السودان”،
وتساءل عن الأسباب التي دفعت مفاوضي جنوب السودان لتقديم هذا العرض، وقال
إن الاموال التي ستدفع في حالة موافقة الحكومة السودانية على المقترح هي
مبالغ مالية، وهي حق لشعوب جنوب السودان وليست للحكومة، وأضاف هل تم
استفتاء الشعب حول المبالغ التي عرضها وفده المفاوض، وقال لا توجد اي سبب
لإعطاء السودان اموال وان المفاوضات هي الفيصل. كما أشار لمنطقة ابيي
وضرورة إقامة استفتاء لها وليس دفع مبالغ لأرض تتبع لجنوب السودان، وحول
مسألة الحدود شدد أتاك على أن ترسم بالقوة كشيء معروف في العالم وخاصة لأن
بها موارد، مؤكداً دعمهم لقضية أبيي.

كما ثمن القيادي بالمؤتمر
الوطني جنوب السودان ماثيو مايور على ما ذهب اليه مفاوضي جنوب السودان من
مقترح، واصفاً حزمة العرض بانها واقعية جداً، وقال انه الحل الجزئي للقضايا
العالقة إذا توفرت الإرادة السياسية للحكومة السودانية لحل ما تبقى من
قضايا، وزاد مايور لا خيار آخر امام مفاوضي السودان سوى القبول بهذا العرض،
موضحاً ان هنالك وعود مشجعة للسودان لإخراجه من الازمة الاقتصادية التي
يعاني منها، مشيراً لما سيثمر عنه ذلك العرض إزاء قضية ابيي من اجراء
الاستفتاء باشراف مراقبيين دوليين، مفصحاً عن رأي حزبه المؤتمر الوطني جنوب
السودان بأن لقاء الرئيسان سلفاكير والبشير في اديس ابابا قد ألقى بظلاله
على المفاوضين من الجانبين للوصول لنقاط متقاربة، كما ناشد السودان ان
يتحلى بروح ايجابي في قراءة الواقع لأن ما تبقى من الأيام القادمة قليل ولا
يسمح بالمراوغات.

يظل هذا المقترح القديم
المتجدد والذي سبق ان طرحه كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم حول تقديم
فدية لمنطقة ابيي بمبالغ مالية كيما يتخلى عنها السودان، كما ان هذا
الموقف كلهب من كرة نار على مرمى حكومة السودان، وهي مطالبة باستقباله بصدر
رحب او نفيه خارج الشباك، ليعود بها إلى الوسط الوسيط الافريقي ثامبو
امبيكي للتفاوض من جديد او المثول للقرار الأممي 2046، وفي إنتظار ما ستسفر
عنه الأيام وهي حبلى بالكثير…

نقلا عن صحيفة المصير الجنوبية

» تريد شراء جنسية ثانية .؟
» محاولة لاغتيال سلفا كير .. محافظ جوبا يكشف التفاصيل
» الهلال في صفقة تاريخية
» تخفيف العقوبات لتمرير صفقة النفط