السودان ماشي على وين؟

مقدمة
"من بعد خروج الناس احتفالا بعودة هجليج، أخوك لازمو الشجن و الإحباط و روح الهزيمة أصبحت متغلغلة"
كانت هذه إجابة صديقي عند سؤالي له عن تصوره للمستقبل ويبدؤ انه نقل الكرة إلى ملعبي كما يقولون ليعرف تقييمي من بعيد للوضع الآن في السودان فهربت من كلامه بسؤاله: يعني السودان ماشي على وين؟
*****************************************************************************************
الحق أنها في السودان الآن ليست أزمة واحدة ولكنها أزمات آخذه برقاب بعضها البعض لكن عناوينها الرئيسة أربعة:-
-أزمة الهامش السوداني
- أزمة المركز السوداني
- الأزمة الاقتصادية
- أزمة الجوار الجديد مع دولة الجنوب
**********************************************
أزمة الهامش السوداني:-
الهامش السوداني يظن نفسه الوريث الشرعي للإنقاذ لأنه قام بمقاومتها ورفع السلاح عليها ويظن أيضا إن الفرصة قريبة لوارثتها لأنه بشرعية البندقية فقط عليه الصبر وان الآخرين لا يملكون رؤيته وعزيمته في مقاومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني وهم متواطئون بشكل من الإشكال في دعمها لذلك لا يعول عليهم كثيرا.
أزمة المركز السوداني:-
المركز السوداني يريد العودة إلى الديمقراطية الثالثة ومنها يبتدر الحساب ويجب إن يعود الهامش السوداني إلى حجمه الطبيعي في ستينات القرن لماضي.
والمركز مضطرب في أحزابه وقواه المدنية ولا يملك أدنى تصور لما سيأتي في الغد ويفتقد زمام المبادرة ينطبق هذا التوصيف على المؤتمر الوطني وقوى الإجماع الوطني المعارضة.
الأزمة الاقتصادية:-
وهي احد عناوين الأزمة السياسية وأزمة انعدام الرؤية والأفق السياسي المتفاقمة.
الحزب الحاكم يرى في زيادة استغلال البترول في الشمال وزيادة الإنتاج إلى 180 ألف برميل نهاية العام الحالي مع الإجراءات التقشفية المعلنة ورفع الدعم عن المحروقات وهي السبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن انفصال الجنوب والاضطراب الأمني وخروج بترول الجنوب من الموازنة العامة.
لكن الأزمة التي تزداد كل يوم جعلت حياة الكثيرين في السودان جحيم لا يطاق ويصعب تصديق الوعود الحكومية لأنها كاذبة دائما وغرضها الأساسي التضليل وإدامة الحال على ما هو عليه.
أزمة الجوار الجديد مع دولة الجنوب
القضايا العالقة المهمة:
الحدود- ابيي – النفط
والملف الأمني والأعيب التفاوض المستمرة بالحرب والضغط الدولي.
الحدود: المؤتمر الوطني يتكلم عن الاتفاق على 80% من الحدود والخلاف في 20% فقط
الحركة الشعبية: تتكلم عن اتفاق في 40% فقط والخلاف في 60% من الحدود.
ابيي: ظهرت محاولات للتراجع عن نتيجة التحكيم الدولي في لاهاي ورغبة لإعادة التحكيم فيها والاستفتاء على مصير ابيي ومن يحق له التصويت فيها مؤجل إلى اجل غير مسمى.
النفط: الخلاف متسع فيه،ولا تلوح فيه بوادر تسويه.
هل يمكن أن يتوقف اللعب على الملف الأمني من اجل الحصول على تنازلات في بقيه الملفات الأخرى.
وهل يملك الطرفان اللذان يحكمان في شمال السودان وجنوبه رؤية إستراتيجية لعلاقات الجوار بين شمال السودان وجنوبه لخير الشعبين في الشمال والجنوب.