الشريف الصديق أمد الله في عمره

بسم الله الرحمن الرحيم
وعلى رسولنا وآله وصحبه الصلاة والتسليم
"ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"
الخليفة الثالث الحالي
(تولى الخلافة عام 1969م)
كتب الاستاذ يحي العوض في مؤلفه " اصحاب الوقت ..اشراف السودان رجالا ومقامات.. قراءة معاصرة" عن آل الشريف الهندي اكثر من عشرين صفحة.. إحدى عشر منها في بداية الكتاب (من صفحة 6 إلى 27) وعشرة منها في نهاية الكتاب (من صفحة 284 إلى 294).. جزاه الله خيرا حيث غطى مساحة لا بأس بها من كتابه التاريخي القيم هذا عن بيت الشريف يوسف الهندي (وخاصة طريقه الصوفية القائمة) وتاريخه وعلاقاته مع البيوت الدينية السودانية الكبيرة الاخرى.. غطى مساحة لا بأس بها بالمقارنة مع بيوت السادة الأشراف الآخرين الذين ذكرهم الكتاب ولا يملك المرء إلا ان يشكره عليها كثيرا لسببين..
اولهما: إهتمامه الكبير الواضح بأشراف السودان عامة، ودورهم في حياة مجتمعهم رجالا واصحاب مقامات دينية عالية سكت عنها الإعلام السياسي والاجتماعي المهتم ابدا بالبريق والأضواء في دنياوات السياسة والسلطة والثروة (إن لم نقل الرياضة والفنون وما ادراك ما الفنون).. ومن ثم غفل عن دنيا الذاكرين الله كثيرا والذاكرات اولئك الذين اسس اجدادهم واسلافهم العلماء الصوفية والتجار سودان الإسلام والعروبة في افريقيا والعالم ولا سبيل في ذلك لمراء من احد او نكران!! واسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ..
وثانيا: الاغلبية في مجتمعنا الحديث (خاصة شبابه) لا تعرف عن بيت آل الشريف الهندي ودورهم – خاصة الديني - في مدارسهم التاريخية: مثل مدرستهم لتعليم القرآن الكريم وفنون تجويده، بخلاويها العامرة يومها بالطلاب في" نوارة " بالذات وغيرها، على امتداد السودان الشمالي شرقا وغربا.. ومدرستهم للدعوة الإسلامية والتربية الدينية والإرشاد، في طريقهم الصوفي المعروف مركزه في حي بري الشريف القائم في بري اللاماب من مدينة البراري.. ثم مدرستهم: سمها الادبية/ الثقافية او ما شئت بمؤلفاتها العديدة (شعرا ونثرا وتاريخا).. ولربما كان كل ما يعرفه القارئ الكريم عن البيت، هو نشاط المدرسة الوطنية-السياسية-القومية، بفضل تسليط اضواء الإعلام عليها وخصما على حساب أخواتها الأخريات.. ولعل في هذا ظلم اجتماعي/معنوي على الأخريات بالبيت.. ويستوي معه (في هذا الوضع بالطبع) الكثير من البيوتات الدينية الأخرى.
ومن هنا جدير بالإشادة كتاب الاخ الصحفي الكبير يحي العوض، بحسبانه مساهمة محمودة مأجورة عند الله بإذنه تعالى .. ولها اثرها (بلا شك) في رفع الظلم المشار إليه ... وهذا الموقع مدين له بالكثير ادناه، فيما تحدث به عن الخليفة الثالث (الحالي.. امد الله في ايامه ومتعه بالعافية والصحة) لسجادة بيت الشريف الهندي وهو الشريف الصديق؛ بعد ان غطى الكاتب بعضا من سيرة إخويه رحمهما الله الخليفة الاول الشريف عبد الرحمن، وشقيقه الخليفة الثاني الشريف ابراهيم..
يقول الاستاذ العوض:
"حرص الشريف يوسف الهندي على اسلوب متفرد في تربية ابنائه، اساسه الزهد والتواضع والترفع عن الصغائر؛ وفي نفس الوقت الثقافة العالية والفصاحة المبهرة.. وكان قصره في بري للزوار.. اما اسرته وجميع ابنائه فكانوا يعيشون في بيوت من الطين مثل معظم سكان بري.. وترعرع جميع الابناء كما يعيش عامة الناس دون تمييز، رغم ان الأب من أثرياء وزعماء السودان. وألحق الشريف جميع أبنائه بالخلوة لحفظ القرآن؛ وكانوا ينامون في الخلوة مع شيخها مثل سائر الزملاء الوافدين الى بري يأكلون ويشربون مثلهم ...
ويجسد الشريف الصديق الخليفة الحالي والثالث، المثال والقدوة للصوفي المتعبد الذي زهد في الدنيا رغم انها بين يديه؛ منهجه الافتقار إلى الله ورعاية الفقراء والمحتاجين والمريدين؛ والتباعد عن زخارف الدنيا، وكذلك التباعد عن السياسة والحكم؛ وفتح الابواب لمقابلة افواج المريدين من الفقراء والعامة؛ والصبر عليهم .
وكل ذلك ابتغاء مرضاة الله لا يشوبه في ذلك كدر من طمع في الدنيا او جاه؛ زاده التقوى تأسيا بقوله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". وقد عبر الشريف الصديق عن منهجه التربوي سلوكا وتعبيرا وامانة، قلّّ ان يوجد مثلها في هذه الدنيا..وقد نشأ على الاستقامة المطلقة، شعاره : "فاستقم كما أمرت"... "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون".."إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة " ..
والاستقامة اثبت عند الله من الكرامة. فقد تمسك الشريف الصديق بمنهاج التصوف الحق. لا يملك الصوفي شيئا في الدنيا ولا يملكه منها شيئ. (وعرف بهذه الاستقامة منذ صباه الباكر) وقد اكرمه الله بالثبات واليقين. وقد ترقى إلى أعلى المراتب عند الصوفية؛ لا تشغله شهوات نفس ولا هوى ولا سلطة؛ رغم كل الإغراءات والمغريات التي تسعى إليه حبا او طمعا ....في عقود تعاقبت وتهافت الكثيرون على اعتاب وابواب السلاطين.
ومن باب الحكم والعظات الجميلة والترشيد، ومن قبيل استبدال اصحاب الحاجات حاجتهم الى السلطان (وهو مخلوق هالك ذليل)، باللجوء الى الله (الخالق، الحي العزيز الباقي).. اورد الاستاذ يحي ابياتا من قصيدة للشيخ فرح وتكتوك يقول مطلعها:

يا واقفـا عند ابـواب السـلاطين ارفق بنفسـك من هـم وتحزين

من يطلب الخلق في جلب لمصلحة او دفع ضـر فهو من المجـانين

استـعن بالله عن دنيـا الملوك كما استغنى الملوك بدنياهم عن الدين

واعلـم بأن الذي ترجـو شفاعته من البرية مسـكين ابن مسـكين
وعودة للشريف الصديق يضيف الكاتب: " انه نموذج متفرد قل ان يجود الزمان بامثاله خاصة في أوقات المحن العصيبة .. وإن كان عمه الشريف علي استشهد قتالا لإعلاء كلمة الحق؛ فالشريف الصديق واجه ابتلاءات غير مسبوقة؛ كان من المستحبل تحملها ونجاوز عواقبها لولا يقينه وثوابته وحكمته.. واول هذه الابتلاءات كانت في عهد الرئيس جعفر محمد نميري(1969م-1985م) عندما قاد الشريف حسين - أخ الشريف الصديق – المعارضة المسلحة ضد نظام مايو؛ وكانت حربا حقيقية بالسلاح والإعلام، وقد دخلت قوات الجبهة الوطنية (التي كان الشريف حسين ابرز قادتها) الخرطوم؛ وجرت معركة دامية خسرتها قوات الجبهة ..
ورغم كل التحرشات الأمنية، إلا ان الشريف الصديق، رجل الثبات واليقين، كان صادقا في موقفه بعيدا عن السلطة والعمل السياسي، مكرسا كل وقته للعبادة والإرشاد... وحاولوا إحراجه وانتزاع مواقف منه ضد اخيه الشريف الحسين، وزاره اللواء عمر محمد الطيب، (الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب رئيس جهاز الأمن)، وقال له إن الرئيس نميري يبلغك تحياته، ويقول ان جميع بيوت اهل الدين دعوه للصلاة في مساجدهم، وهو يرغب في الصلاة معكم في بري.. فرد عليه الشريف الصديق ردا جميلا قائلا له: "من قصد المسجد فإنما يقصده لنداء الله، وليس من اجل احد.. اما اذا كان يريد زيارة بيت الشريف يوسف، فنحن نرحب كل الترحيب بضيوفنا"... وفهم اللواء عمر الرسالة وعرف حقيقة شخصية الشريف المزار.. ولم تتم الزيارة.
ومشهد آخر تجلت فيه حكمة الشريف الصديق، عند وفاة الشريف حسين (في9/1/1982م) في اثينا – عاصمة اليونان – وحُمل جثمانه إلى طرابلس (بليبيا)، وبعدها إلى العراق... قرر الشريف الصديق والاسرة ان يدفن في السودان. وكانت له قصة مع عمر الطيب نائب الرئيس نميري، وكانت جموع غفيرة من المواطنين تنتظر وصول الجثمان بمطار الخرطوم، ولكن الحكومة امرت بأن تهبط الطائرة بمطار وادي سيدنا الحربي، وكان يرافق الجثمان عدد من المرافقين، على رأسهم الاستاذ أحمد خير المحامي خال الشريف الحسين. وكان البيت (بيت الشريف الكبير ببري) مطوقا بجنود نميري، وخشي الشريف الصديق أن تزهق ارواح – بسبب العداء المستحكم بين نميري والشريف الحسين – خاصة ان الذين هرعوا من قرى الجزيرة، من المريدين وليسوا من الساسة.. لذلك تدخل الشريف الصديق (وامر وإخوانه) مناشدة الحشود ان يقدروا حرمة الموقف، وان الوقت للحزن وليس للصدام.. وبالفعل تفرق الناس بهدوء بعد الصلاة على الجثمان.
كما واجه الشريف الصديق إبتلاءات غيرها.. يذكر منها عندما تأزمت العلاقات اولا بين السيد محمد عثمان الميرغني والشريف الحسين (وخاصة على أيامه في لندن).. واخيرا بينه والشريف زين العابدين، نجح الشريف الخليفة الصديق بحكمته وثاقب بصيرته في الاَّ يؤثر هذا الخلاف (السياسي)، على خصوصية العلاقة بين الأسرتين.. وقد لا يعرف الكثيرون اصالة وعمق العلاقات ومتانتها بين الأسر الدينية الأكبر في السودان: خاصة بين السادة آل الشريف الهندي والسادة آل البيت الميرغني؛ وكذلك بين السادة آل الشريف الهندي والسادة آل الامام المهدي ..
وقد تبين في عدة مواقف خطل الإعتقاد بأن هذه العلاقة محكومة بالسياسة وتقلباتها.. إذ لم تكن يوما كذلك: لا في عهد الخليفة الحالي الشريف الصديق – متعه الله بالصحة والعافية – ولا في عهد سابقيْه.. الخليفة الاول الشريف عبد الرحمن، وشقيقه الخليفة الثاني الشريف إبراهيم.. وما ذلك إلاَّ لبعد بيت الشريف الهندي - والغالبية العظمى من آله - عن السياسة (بالذات مقام الخلافة الدينية على السجادة الهندية؛ في مدرستهم للدعوة والإرشاد بطريقهم الصوفية المعروفة.
وعلى ذكر السياسة والبعد عنها، يود الموقع هنا أن يضيف.. اللهم إلاَّ ان كانت السياسة وطنية قومية، تعمل لصالح العباد حفا وعدلا في خدمة البلاد.. خدمتها بالعلم، في مدارسهم التاريخية لتعليم القرآن الكريم (حفظا وتفسيرا، تلاوة وتجويد)؛ وخدمتها بالدعوة الإسلامية والإعداد والإرشاد، في مدرستهم الضوفية "الهندية".. ؛ أو خدمتها العامة في مدرستهم الوطنية-القومية للعمل في مختلف مرافق الدولة؛ وفي قمة جهازيها التشريعي كما التنفيذي بالسودان.. (خدمة عامة-لامَّة وللناس كافة، صادقة متجردة وشفافة، بلا تغول وبلا محسوبيات (فارزة او مخصصة لصالح أية جهة - يعرفها الناس او لا يعرفونها - كانت زعيما او طائفةً او طبقةً او حتى حزبا.. داخل السلطة؛ بما في ذلك حكومة تحالف البرنامج في الإنقاذ القائمة).. او خارجها.
واسألوا من يعرفون مآثر الأسرة (بل مفاخرها) التي في سيرة ومسيرة رجالها .. بدءا في هذا المضمار بالوالد الشريف يوسف الهندي؛ ثم ابنيه الأشراف الحسين والزين المعروفين في بسياساتهم الوطنية القومية.. عملا دؤوبا، بفكرسامٍ وقيم دينية، على خلق ومبادئ ما حادوا عنها ليلة، إلى يوم الناس هذا؛ في زهد مشهود عن طلع منضود، في متاع دنيا الزوال والغرور).. وحسبهم شعاراتهم الصادقة المرفوعة من قديم؛ حيث قال الشريف يوسف الوالد شعاره الخالد: "الشريف يوسف الهندي وما ملكت يداه مِلْكٌ لأمته" .. كما قال إبنه الحسين شعاره البليغ:
"حزبنا الوطن مصغَّـراً.. والوطن حزبنا مكبَّـراً"..
فللَّه در الزعماء الأشراف: الحسين والزين وابيهم (في خدمة السياسة الوطنية/القومية).. ولله در الخلفاء الأشراف كلهم: عبد الرحمن فإبراهيم وخاصة الصديق (في خدمة الدين).. شيخنا الحالي الوقور، حين التزم - فاستمسك من ثم طول حياته - بخدمة الإسلام دعوة وإرشادا، والقرآن حفظا وحفاظا.. حياة طيبة هي الأكرم على الله تعالى دنيا ودين. وكفى بها مكرمة له إضافية (كانت سبقا لخلافته وصية غالية – له شخصيا - أصلا من ابيه على القرآن والطريق.
ولا يعتز ولا يفخر آل بيت الشريف الهندي، طراً برمتهم قاطبة، في كل زمان ومكان، بمثلما يفخروا ويعتزوا تحديدا، بخدمة الدين والوطن؛ خدمتهم خلفا بعد سلف.. آباءً بعد أجداد.. ثم أبناءً واحفاد.. والحمد لله رب العالمين.

يعتبر الشريف الصديق الشريف يوسف الهندي رمزاً من رموز القرية اذ كان دائما ما يستقر فيها ويتابع جناينهم والتي كانت مصدر رزق للكثيرين ولا يمنع منها احد وكان مدرسة قائمه بذاتها تعلم منه اسلافنا الكثير شئونهم الدينية والاجتماعية وكل العلوم الاخري كان ملماً بها وكان قدر درس الازهر الشريف وهذا قليل مما يحكي عنه لا يسع المجال نتمني الاضافه من الاصدقاء

[كتب"عبدالنور"]يعتبر الشريف الصديق الشريف يوسف الهندي رمزاً من رموز القرية اذ كان دائما ما يستقر فيها ويتابع جناينهم والتي كانت مصدر رزق للكثيرين ولا يمنع منها احد وكان مدرسة قائمه بذاتها تعلم منه اسلافنا الكثير شئونهم الدينية والاجتماعية وكل العلوم الاخري كان ملماً بها وكان قدر درس الازهر الشريف وهذا قليل مما يحكي عنه لا يسع المجال نتمني الاضافه من الاصدقاء [/quote]
.......
منو البقول ويزيد فوق اب احمد الصنديد
دخري الحوبه مربئ اروحنا بالتوحيد
مقابلته طلة بشري نسمة دغشه فرحة عيد
لمن جات سيرتو طشت حروفي راح منى قصيد
سائل ربي الكريم وحميد
نسلك دربو نعز الدين في القبل السته
فوق وتحت، شرق وغرب،سافل و صعيد

.................................................
* عنوان المساهمة الايه رقم 23 سورة الشوري
..............................................

{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}
بقلم الشريف المقدسي
ملتقى حضرموت للحوار العربي**

السلام عليكم،

من المعلوم لطلبة العلم من أهل السنة والجماعة أن هذه الآية قد اختلف في تفسيرها، وإليكم أقوال علماء أهل السنة، وحتى لا أطيل سأورد أقوال العلماء التي تفسر القربى بأنهم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله:
أولا: قال الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: (وقيل: القربى قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي لا أسألكم أجرا إلا أن تودوا قرابتي وأهل بيتي، كما أمر بإعظامهم ذوي القربى. وهذا قول علي بن حسين وعمرو بن شعيب والسدي. وفي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس: لما أنزل الله عز وجل: "قل لا أسالكم عيه أجرا إلا المودة في القربي" قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال: (علي وفاطمة وأبناؤهما). ويدل عليه أيضا ما روي عن علي رضي الله عنه قال: شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي. فقال: (أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا). وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (حرمت الجنة على من ظلم أهل وآذاني في عترتي ومن أصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة). انتهى من تفسير القرطبي.
كما أورد القرطبي رحمه الله أقوالا أخرى منها قوله (قوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه عليه أجرا" أي قل يا محمد لا أسألكم عل تبليغ الرسالة جعلا. "إلا المودة في القربى" قال الزجاج: "إلا المودة" استثناء ليس من الأول؛ أي إلا أن تودوني لقرابتي فتحفظوني. والخطاب لقريش خاصة)
وذكر رحمه الله: ( قال النحاس: ومذهب عكرمة ليست بمنسوخة؛ قال: كانوا يصلون أرحامهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم قطعوه فقال: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني وتحفظوني لقرابتي ولا تكذبوني). قلت: وهذا هو معنى قول ابن عباس في البخاري والشعبي عنه بعينه؛ وعليه لا نسخ)، وذكر أقوالا أخرى.


ثانيا: قال الامام السيوطي في الدر المنثور: (وأخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا أسألكم عليه أجر إلا المودة في القربى} "أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي".
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداها.
وأخرج سعيد بن منصور، عن سعيد بن جبير {إلا المودة في القربى} قال: قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم، قال: لما جيء بعلي بن الحسين - رضي الله عنه - أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، فقال له علي بن الحسين - رضي الله عنه: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: أقرأت آل حم؟ لا. قال: أما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: فأنكم لأنتم هم؟ قال: نعم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس {ومن يقترف حسنة} قال: المودة لآل محمد.
وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي والحاكم، عن المطلب بن ربيعة - رضي الله عنه - قال: دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودر عرق بين عينيه، ثم قال: "والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان، حتى يحبكم لله ولقرابتي".
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي، عن زيد بن أرقم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أذكركم الله في أهل بيتي".
وأخرج الترمذي وحسنه وابن الأنباري في المصاحف، عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي".
وأخرج البخاري، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: ارقبوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته.
وأخرج ابن عدي، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أبغضنا أهل البيت فهو منافق".
وأخرج الطبراني، عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد، إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار".
وأخرج أحمد وابن حبان والحاكم، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل، إلا أدخله الله النار".
وأخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء العباس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغوا الخير أو الإيمان حتى يحبوكم".
وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا، من وقائع أوقعناها، فقال: "أما والله إنهم لن يبلغوا خيرا حتى يحبوكم، لقرابتي، ترجو سليم شفاعتي، ولا يرجوها بنو عبد المطلب".
وأخرج ابن النجار في تاريخه، عن الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل شيء أساس وأساس الإسلام حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحب أهل بيته) انتهى لنقل من تفسير السيوطي

ثالثا: الإمام الطبري في تفسيره الموسوم بجامع البيان: (حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، في قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} يقول: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرا، إلا أن تودوني في قرابتي منكم، وتمنعوني من الناس.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: كل قريش كانت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة، فقال: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني بالقرابة التي بيني وبينكم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: قل لمن تبعك من المؤمنين: لا أسألكم على ما جئتكم به أجرا إلا أن تودوا قرابتي.)
وذكر الطبري في موضع آخرما يلي: (حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا إسماعيل بن أبان، قال: ثنا الصباح بن يحيى المري، عن السدي، عن أبي الديلم قال: لما جيء بعلي بن الحسين رضي الله عنهما أسيرا، فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قربى الفتنة، فقال له علي بن الحسين رضي الله عنهما: أقرأت القرآن؟ قال: نعم، قال: أقرأت آل حم؟ قال: قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم، قال: ما قرأت {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: وإنكم لأنتم هم؟ قال نعم.)
وذكر أيضا: (حدثني محمد بن عمارة الأسدي ومحمد بن خلف قالا: حدثنا عبيد الله قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: سألت عمرو بن شعيب، عن قول الله عز وجل: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال: قربى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: قل لا أسألكم أيها الناس على ما جئتكم به أجرا إلا أن توددوا إلى الله، وتتقربوا بالعمل الصالح والطاعة. ) انتهى النقل من تفسير الطبري
انتهى النقل:
أخي الفاضل: من الواضح أن العلماء قد كان لهم في تفسير هذه الآية أقوال عدة، وهنالك ثلاثة أقوال مشهورة ومعروفة.
أخي الكريم أرجو أن تقرأ تفسير هذه الآية بتجرد ونزاهة، فإنني والحمد لله قد أتيتك بأقوال علماء أهل السنة، ولم آتك بقول رافضي حاقد، ولا ناصبي خبيث، وأسأل الله عز وجل أن يلهمني وإياك الإنصاف والصدق في القول والعمل، والله يقول الحق وهو يهدي سواء السبيل.

**الموقع