تأملات في تكييف المعرفة والخبرة

[b]ان يملك الانسان معرفة ولا يستطيع توظيفها والاستفادة منها.
يطرح هذا الموضوع تساؤلا
كيف يتم تمثيل المعرفة في ذهن الانسان؟وكيف يتم استدعائها للاستفادة منها؟
ان ملاحظة سلوك بعض المرضى النفسيين يخبرنا انهم لا يتمكنون من الوصول
معارفهم وخبراتهم جميعها وانما يتمكنون من النفاذ الى خبراتهم السالبة
والسيئة التى تتمدد في ذواكرهم،بفرض تقسيم الخبرات والمعارف الى موجبة
وسالبة،لكن ذلك يثبت ان عملية الوصول محكومة بالافكار المتبناه من قبل الشخص،وان هذه الافكار هي التى تستدعي الخبرات والمعارف المخزنة.
اذا الافكار السالبة تستدعي خبرات ومعارف سالبة ومن ثم ردادت فعل
سالبة،لكن كيف يمكن الخروج من هذه الحلقة المفرغة علما بانه لهذه المشكلة
ثلاث درجات تقريبا من الخطورة،في المستوى الاول يتم استدعاء الخبرة السالبة
ومعها الخبرات الموجبة وتتم مقارنة وبعد ذلك انحياز للخبرة الموجبة،وفي
المستوى الثاني ايضا استدعاء للخبرتين وانحياز بشكل متردد للخبرة السالبة
بعد المقارنة والمحاكمة العقلية،في المستوى الثالث انحياز تام وكامل للخبرة
السالبة واستدعاؤها وتكثيفها بالتخييل واعادة بناء المواقف والخبرات على
ضوء الرؤية السالبة.
في المستوى الاول تنفع بعض مهارات تعلم التفكير
وحل المشكلات،في المستوى الثاني ايضا نفس مهارات تعلم التفكير مع مجموعة
قريبة مساندة وداعمه للشخص المعني،في المستوى الثالث قد يتم التدخل ببعض
العقاقير والمستحضرات الكيميائية لموازنة النشاط الكهربائي والكيميائي
للدماغ وايضا مساندة ودعم للشخص.[/b]

» تأملات في الهوية السودانية